السيرة الذاتية للمرشح الأمريكي دونالد ترامب

دونالد ترامب: مسيرة الرئيس الأمريكي السابق وتحليل شامل لفترته الرئاسية

دونالد جون ترامب، رجل الأعمال والملياردير الأمريكي أصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في فترة ولايته من 20 يناير 2017 إلى 20 يناير 2021. يعتبر ترامب واحدًا من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ السياسي الأمريكي الحديث. من خلال فترته الرئاسية، أحدث تغييرات جذرية في السياسة الأمريكية، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. في هذا التحليل الشامل، سنستعرض نشأة ترامب، مسيرته في عالم الأعمال، وصعوده إلى السلطة، بالإضافة إلى استعراض سياساته الداخلية والخارجية، والأزمات التي واجهها، وتأثيره على المشهد السياسي الأمريكي.

وكالة الفيزا نيوز | السيرة الذاتية للمرشح الأمريكي دونالد ترامب

 نشأة ترامب ومسيرته في عالم الأعمال

وُلد دونالد ترامب في 14 يونيو 1946 في كوينز، نيويورك. والده، فريد ترامب، كان مطورًا عقاريًا ناجحًا، مما وفر لدونالد خلفية مالية قوية لدخول عالم الأعمال. ترامب درس في مدرسة وارتون بجامعة بنسلفانيا، حيث تخرج عام 1968 بشهادة في الاقتصاد. بعد التخرج، انضم إلى شركة والده العقارية، والتي أعاد تسميتها لاحقًا إلى "منظمة ترامب". 

في عالم الأعمال، أصبح ترامب معروفًا بمشاريعه العقارية الضخمة والمثيرة للإعجاب، مثل برج ترامب في مانهاتن، وفنادق ومنتجعات حول العالم. كما دخل مجال الكازينوهات، وتوسع في مجموعة من القطاعات المختلفة، بما في ذلك الترفيه. في أواخر الثمانينيات والتسعينيات، واجه ترامب تحديات مالية كبيرة، بما في ذلك الإفلاس في بعض من مشاريعه الكبرى، لكنه استطاع إعادة بناء ثروته وتوسيع إمبراطوريته المالية.

الانتقال إلى السياسة

ترامب لم يكن غريبًا على السياسة قبل حملته الانتخابية في عام 2016. فقد كان قد أعرب عن اهتمامه بالسياسة في عدة مناسبات، كما تبرع لكلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وعلى الرغم من أنه كان مقربًا من الحزب الجمهوري، إلا أنه كان معروفًا بتغيير ولاءاته السياسية حسب الظروف.

في عام 2015، أعلن ترامب عن ترشحه للرئاسة كمرشح للحزب الجمهوري، واستندت حملته الانتخابية إلى شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" (Make America Great Again)، وهو شعار ركز على استعادة قوة ونفوذ الولايات المتحدة في العالم، وتعزيز الاقتصاد الأمريكي، وتأمين الحدود.

السياسات الداخلية

1. **الإصلاحات الاقتصادية:**

أحد أعمدة حملة ترامب الانتخابية كان الوعد بتحفيز الاقتصاد الأمريكي وإعادة الوظائف إلى الولايات المتحدة. وبمجرد توليه الرئاسة، شرع في تنفيذ سياسات اقتصادية تهدف إلى تحقيق هذا الهدف:

1. **تخفيض الضرائب:**

   - في عام 2017، أقر ترامب قانون تخفيض الضرائب للأفراد والشركات، وهو ما اعتبر أكبر تخفيض ضريبي في تاريخ الولايات المتحدة. الهدف من هذا القانون كان تحفيز الاقتصاد وجذب الشركات للاستثمار في الولايات المتحدة. وقد أدى إلى ارتفاع ملحوظ في الأرباح للشركات الكبرى، ولكن أيضًا إلى زيادة في عجز الميزانية.

2. **التحفيز الاقتصادي:**

   - نفذت إدارة ترامب عددًا من الإجراءات التحفيزية، بما في ذلك تخفيض الضرائب على الأرباح الخارجية التي تعود إلى الولايات المتحدة. كما شجع ترامب على الاستثمار في البنية التحتية، لكن الكثير من مشاريعه المقترحة في هذا المجال لم تر النور.

3. **السياسات التجارية:**

   - اتبعت إدارة ترامب سياسة "أمريكا أولاً" في التجارة، حيث حاولت إعادة التفاوض على عدد من الاتفاقيات التجارية، بما في ذلك اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (NAFTA) التي أعيدت تسميتها إلى الاتفاقية الأمريكية-المكسيكية-الكندية (USMCA). كما فرض ترامب تعريفات جمركية على واردات من الصين والاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى توترات تجارية عالمية ورجوع حركة التجارة الأمريكية.

 2. **السياسات الاجتماعية:**

ترامب حاول التأثير على العديد من السياسات الاجتماعية التي كانت مثار جدل كبير خلال فترة رئاسته:

1. **الرعاية الصحية:**

   - أحد وعود ترامب الانتخابية كان إلغاء واستبدال قانون الرعاية الصحية الميسر (أوباما كير). ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها إدارته والجمهوريون في الكونغرس، إلا أنهم لم يتمكنوا من إلغاء القانون بالكامل، وإن كانوا قد تمكنوا من إلغاء بعض مواده الرئيسية.

2. **الهجرة:**

   - الهجرة كانت من أكثر القضايا التي أثارت الجدل في عهد ترامب. فقد اتبع ترامب سياسة صارمة تجاه الهجرة، بما في ذلك حظر السفر على مواطني عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة (حظر السفر الإسلامي)، وبناء جدار على الحدود مع المكسيك، وتقليص عدد اللاجئين المقبولين في الولايات المتحدة. كما تبنت إدارته سياسات مثل فصل العائلات المهاجرة عند الحدود، مما أثار انتقادات واسعة النطاق.

3. **التعيينات القضائية:**

   - خلال فترة رئاسة ترامب، قام بتعيين ثلاثة قضاة في المحكمة العليا، مما جعل المحكمة ذات توجه محافظ بأغلبية واضحة. هذه التعيينات كان لها تأثير كبير على القرارات القضائية في الولايات المتحدة، حيث أسهمت في إمالة الكفة لصالح القرارات المحافظة.

 3. **السياسات البيئية:**

على الصعيد البيئي، كانت سياسات ترامب مختلفة تمامًا عن تلك التي انتهجها سلفه باراك أوباما:

1. **الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ:**

   - في عام 2017، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تضر بالاقتصاد الأمريكي وتفرض عبئًا غير عادل على الولايات المتحدة.

2. **دعم قطاع الطاقة التقليدية:**

   - ركز ترامب على دعم قطاع الفحم والنفط والغاز الطبيعي، مع تقليل القيود البيئية التي فرضتها الإدارات السابقة. هذا التوجه أدى إلى زيادة الإنتاج في هذه القطاعات، لكنه أثار غضب دعاة حماية البيئة.

3. **إلغاء التنظيمات البيئية:**

   - خلال رئاسته، قامت إدارة ترامب بإلغاء أو تخفيف العديد من القوانين البيئية التي تهدف إلى الحد من التلوث وحماية البيئة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالانبعاثات الكربونية والتنقيب عن النفط في المناطق الحساسة.

السياسات الخارجية

 1. **العلاقات الدولية:**

فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، كان لترامب نهج فريد وغير تقليدي في التعامل مع العديد من القضايا الدولية:

1. **العلاقة مع كوريا الشمالية:**

   - أحد أكثر جوانب سياسة ترامب الخارجية إثارة للجدل كان تعامله مع كوريا الشمالية. بعد تبادل تهديدات لفظية وتصعيد التوترات في بداية رئاسته، عقد ترامب اجتماعات غير مسبوقة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. رغم أن هذه الاجتماعات لم تؤد إلى نتائج ملموسة في نزع السلاح النووي الكوري، إلا أنها مثلت تغييرًا كبيرًا في العلاقات بين البلدين.

2. **العلاقة مع الصين:**

   - كانت الصين أحد أهداف ترامب الرئيسية في سياسته التجارية. فرضت إدارة ترامب تعريفات جمركية على مئات المليارات من الدولارات من البضائع الصينية في محاولة للضغط على الصين لتغيير ممارساتها التجارية. كما اتهم ترامب الصين بسرقة الملكية الفكرية الأمريكية والتلاعب بعملتها. هذه السياسات أدت إلى نشوب حرب تجارية بين البلدين.

3. **العلاقة مع روسيا:**

   - على الرغم من الاتهامات المستمرة بتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية لصالحه، حاول ترامب إقامة علاقة إيجابية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومع ذلك، ظلت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا مشحونة بالتوتر بسبب قضايا مثل العقوبات المفروضة على روسيا والتدخل الروسي في أوكرانيا.

4. **إسرائيل والشرق الأوسط:**

   - كانت سياسات ترامب في الشرق الأوسط مواتية للغاية لإسرائيل. حيث اعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. كما لعب دورًا رئيسيًا في التوسط في اتفاقيات تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدة دول عربية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب، فيما يعرف باسم "اتفاقيات أبراهام" ويتم كره الشعوب العربية الي امريكا بسبب الدمار الذي تم فيها وكره ترامب بسبب إعلان القدس عاصمه لاسرائيل.

5. **الانسحاب من الاتفاقيات الدولية:**

   - بالإضافة إلى انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، انسحب ترامب أيضًا من الاتفاق النووي الإيراني الذي وُقِّع في عهد أوباما. كما انسحب من اتفاقيات دولية أخرى مثل اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ.

 2. **الحرب على الإرهاب:**

في مجال مكافحة الإرهاب، ركزت إدارة ترامب على القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). في عام 2019، أعلن ترامب مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي في عملية عسكرية أمريكية، واعتبر ذلك نصرًا كبيرًا في الحرب على الإرهاب. ورغم ذلك، فإن الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من سوريا أثار جدلاً حول التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في المنطقة والمسلمين اكثر من ٢ مليار وهم ليس ارهابيين.

تعليقات